الصخرة
..............
على صخرتي جئت أبني القبابا
وفي ساعتي جئت أجري الحسابا
وفي سلتي جئت أجني الثمار
ففي حقلتي الجنيُ حان وطابا
أنام وأغـفو على باسطاتٍ
وفي العــاليات يكون الشرابا
ومن كل نوع لدي الخوابي
وفي كل حرف يكون الخطابا
أزور المراجـيحَ فـي كل صبحٍ
وفي الصبح أشدو نشيد العتابا
وأخشى من الزاحفـاتِ الأفاعي
وأخشى من العاوياتِ الكلابا
وأخشى مــن الشـــــــارداتِ ببــرٍ
وأخشى من الخائناتِ انقلابا
فمن كـان في الغانياتِ غريماً
سيغدو إلى مايكون الجَرابا
كلام الأمــيرِ أمـيرُ الكــلامِ ففيهِ يكون صوابُ الجوابا
ومنْ كان في الصاغراتِ صغيراً
ففي العارماتِ يضيعُ احتسابا
ومنْ لاينام على قائمـاتٍ
يقومُ بليـلٍ يلاقي الخرابا
ومنْ لايحكُّ التأكسدَ حكاً
يظـلُ الخبيء لديه مُهابا
ومنْ صادقَ الكذاب سيلقى
إلى ما تصيرُ إليهِ الصؤابة
فلا تدنـو ممن يكـون جهولاً
ولا منْ بهِ الحق ُصار اغترابا
ولا منْ له اللؤمُ صار طريقاً
ولا منْ إلى الظلم يفتحُ بابا
ولا منْ لـه البخلُ صـار معيناً
ولامنْ به الحمق ُ دقَّ الطنابا
ولا من إلى المالِ يسعى ليجني
ويزدادُ مّمن يلم ُاكتسابا
ولا ترضى في أنْ تقولَ بــــزورٍ
ففي الزور مقت وفيه استلابا
ولا في ارتكابِ الحرام ِلرزقٍ
عليك يعودُ فيأتي المصابا
ولا تخشى في أنْ تقولَ بحقٍ
إذا كان ما تفْتي فيهِ الصوابا
فمن يخشى ممن يسودُ المعالي
حرام ٌعليهِ علـوم الكتابا
ومن لايجيدُ اختـراعَ الأواني
فلنْ يستطيعَ اصطناع الشرابا
فكمْ مـِنْ بهيِّ الصـورةِ أمّا
إذا مابحثتُ فـدون الترابا
وكمْ من كبيرٍ ككبر الجمــــالِ
وكمْ مِنْ أناسٍ كمثل الذبابا
وليس الرجـالُ بما فيها شكلاً
فإنّ الرجالَ بما في الِنقابا
وإنّ الرجالَ بمـا فيها فكرٌ
وإن ّالرجالَ بفصلِ الخطابا
وليس الغني الذي يحوي مالاً
ولا بالفقيرِ الذي في احتطابا
ولا بالأميرِ الـذي ولى أمراً
ولا من ملوكٍ بحكم انتسابا
فإنّ الأمير َإذا كان فعلٌ
على قدر قـول به لايهابا
وإنّ المـلـوكَ بما فيهِ تأتي
إلى الكائناتِ وتُمحي الصِعابا
ومنْ كان يشكو ولله ظلماً
فعارٌ عليـهِ اقترافُ العذابا
ومنْ كان يشكو ِمنَ الشائناتِ
فعارٌ عليــهِ إليها انتسابا
تزيدُ الأرانب في الأرضِ ركضاً
إذا كــــان تلٌ ويعلو انسحابا
وتعثر فيـهِ إذا كــان سهلٌ
وتعثرُ فيــهِ إذا في انسيابا
فتهوي النسورُ لأرضٍ بحسنٍ
وتعلو السمـاءَ بغيرِ انقلابا
فليس الصـعودُ دلائل عزٍ
وليس الهبــوط دلائل عيبا
فإنّ العزيزَ عزيزُ خصالٍ
وإنّ الذليلَ الذي في ارتكابا
يعضُّ إذا عضّ منْ يشّتريه
ويحّرسُ منْ يلقي فيهِ الخرابا
فلا عيب إنْ كان في المرءِ فقرٌ
ففي الفقرِ عفٌ وفيهِ اقترابا
تأدب تنل في الجميل ثوابا
وحسب الكريم إليه انتسابا
وفي السوءِ منك يكون نفوراً
وفي الحسنِ منك يكون اقترابا
وتُنكَرُ إنْ كان منك اعتلالاً
وتنسب إنْ كان منك اكتسابا
أخفُّ الجراحِ التي من حِرابٍ
وعمقُ الجراحِ التي في اغتصابا
فما منه ماء يكون اندمالاً
ومن باغتصابٍ يـزيد الكآبة
وليس الشجاعُ الذي فيهِ عزمٌ
فبعضُ القوائمِ تبدي العُجابا
فإنّ الشجاع الذي يحوي عقلٌ
يصوغ به ما يكـون النجابة
وحسنُ اختيار وحسنُ افتعال
وحسن احتساب وحسنُ اكتسابا
وحسنُ خصال وحسنُ انتماء
وحسنُ افتراق وحسنُ اغترابا
وليس الكريمُ الذي يعطي مالاً
فإنّ الكريمَ الذي لايُعابا
وخيرُ الكلام الذي فيهِ صدق
ففيه ِيكــون الدليلُ اقتضابا
فكثرُ الكلام ِدليلُ انتقاص
وفي الصمتِ للصاغراتِ اجتنابا
نعيشُ الحياة ولا ندري فيها
إذا كنّـا فيها كمثل السرابا
فكـــمْ مِنْ سقيم سليم ٍتراه
وفي القلبِ داءٌ وفيهِ العُصابا
وكمْ مِنْ أناس ترى الحسنَ فيهم
وفي النفسِ منهم يكونُ اكتئابا
وأمّا النساء فأصنافُ شتى
وفي الكونِ هنّ أساس ُالخِضَابا
فمنهـنّ في الشاهقـاتِ منارٌ
ومنهنّ في الجارياتِ انتسابا
ومنهـنّ للرابياتِ زهورٌ
ومنهنّ في زاهراتِ الهضابا
فعشْ في هناءٍ بحسنِ النساءِ
وكنْ في حذارٍ إذا الشعر شابا
ونمْ في هنـاءٍ إذا الليـل جنّ
وعند الصباح ِأفقْ لاكتسابا
فسحرُ الليالي بنوم ٍهنيءٍ
وأحلامُ فيها يكونُ انطرابا
فما الليل إلا لنـومٍ ولبسٍ
وأمّا النهـار ففيهِ الشرابا
فأمّا الخسسيس الذي فيه عيب
فلا تقربنَّ هوىً واصطحابا
وكنْ للأمين أمينـاً وفيـاً
وللخير افعلْ وكنْ كالسحابا
عزيزٌ ستبقى وعنـــد العزيز ِ
تعيش بخلدٍ وتدخل ُبابا
فإنْ لليتيــمِ ســـــــــــــــــــــــــــــعيتَ بخـــــــــــــــــــــــــــيرٍ
فإنّ الدعاء لك يستجابا
فأمّــــا اليتيم ففيهِ ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواب
ثوابُ اليتيـمِ أمير الثوابا
ومن لايكــــون حليـــما حكيما
ففي الحالكات ِيلاقي الخرابا
فلنْ تستطيع َاصطياد ذبابٍ
بفعلِ الرصاصِ وفعلِ الحِرابا
وليـس العدو إذا كان حرباً
و لا بالأمينِ الذي في اقترابا
فشّر الأعادي إذا كان غشاً
فيغدو وديعا ليرمي المصابا
فكنْ في حـذارٍ إذا الذئبُ لانَ
ومنك بفضِلٍ يريدُ اصطحابا
وما بالصديقِ صديق العــدوّ
وما بالأنيسِ ربيب الغُرابا
وليس السلاحُ الـذي فيهِ نارٌ
فإنّ السلاحَ الدقيقُ الإصابة
تزيدُ الشباكُ وفي البحرِ صيدٌ
وفي القانصاتِ يكون انسحابا
ومن لايـردُّ الصحيح بعزم ٍ
يقومُ عليـه العليل استلابا
ومن لايردُّ اعتداءَ الأعـادي
على الفورِ حتماً فلنْ يُستهابا
فإنّ الحياةَ الوقــوفُ بعــــزٍ
وفي الفانياتِ يكون اليبابا
ومنْ لمْ يكـن بالسروجِ خبيراً
فلنْ يستطيعَ ركوب الدوابا
سيغدو كما في القميص ِكبيراً
عليه القميص كما والجِرابا
ومن لايجيـد فنـــون القتال
بسهمِ المنايا يكون المصابا
ومن يستعير الغطاءَ لبردٍ
فلا دفء نالَ ولو في احتطابا
ومن يستظل بدارِ الجــوارِ
يعدُّ النجومَ ويحصي الترابا
ومن لايجيد اصطيادَ الطيورِ
سيبقى لدى من يجيدُ الجِرابا
فإنّ الجـراحةَ لو أوجعـتك
ففيها العلاج وفيها المآبا
فليس الـدواءُ الـذي فيـه حقنٌ
وإنّ الـدواءَ بما يستطابا
تأدب وكنْ فــي الأنـامِ كريمـا
فحسنُ التأدبِ كنزُ الحساب
وكنْ في الأنــامِ كمـا الله يوحي
فحسنُ الفعالِ الذي في الثوابا
فعزُ الحياةِ بما فيهِ عزٌ
وفوزُ الخـــلود بحفظِ الكتابا
متاعُ الحيـاةِ إلى حاويـاتٍ
وفعلُ الثوابِ ففيهِ تثابا