الجذوع
..................
هزي بجذع النخل يدنو ويقرب
من قبل أن يأتي يهوذا وأصلب
فالرطب من بعد النضوج مذاقه
طعم الهريسة في الأواني تسكب
الخير من حسن الخصال وفعله
فعل الصلا ما قال فيها المذهب
والرزق في حب المجيب شهامة
وبما تجود على السواغب توهب
فزراعة المعروف فيها منافع
كزراعة الاشجار حين تنصّب
هزي إليه الجذع من كان به
نور السماء عاشق ومحبب
لا تسأل العبد اللئيم لحاجة
منك يلوك وفي مقامك يقصب
من نام والأفعال منه نظيفة
أحلام خلد في الوسائد يصحب
لايوعد الحر الكريم بوعده
إن كان يخضع للخوار ومتعب
حتى الوفاء لايؤجل فعله
وعلى المسارب يستميت محارب
إن كنت في الميدان ترمي غُرةٌ
سرج الحمار لن يكون المركب
سرج الأصايل للسباق مطية
الفوز فيها حاضر ومهيب
لايستعن حر الرجال بمارق
أما الخسيس فمثله والأجرب
إن النعيم لن يدوم بقاءه
بعد الزوال يستقيل الأقرب
من يحتسب ناب الذئاب تبسما
سيموت في سم الصليل الأنيب
من يغشى في ضرب الأكف ببعضها
ورم الخدود مصابه ومخالب
دار الفناء لكل حي ساعة
أما الخلود فسرمد متراكب
لايقبض الأجر العليّ من العلي
إلا إليه من يلوذ ويوهِب
مهما فعلت فكل شيء زائل
والباقيات الصلح تبقى وتُكتب
كم مارد ملأ البياض سواده
تحت التراب خالد ومعذب
فاحذر إذا جاء الحساب فأنه
طعم الندامة علقم ومجرب
علي محفوض.
22--2--2020