أحوال
.................
إني سكرت وما شرعت لأسكر
عيناك خمر والحلاوة مرمر
قد يبصر المرء النجوم بضحوة
والشمس وقت الظهر قد لا يبصر
فالضوء يبهر أن حل بناظره
فتراه كي يحيى له يتدبر
الحال فيك للضياء مشابه
والعيب في من لا يرى أو يبصر
يا غادة الكون الفسيح وورده
بيت السعادة في وجودك يعمر
ياحسن حظ من كنت لقاربه
بحرا يجوب على الاعالي ويبحر
العمر منك بضاعة ملك يد
كيف اتبعت فأنت فيه التاجر
من باهظ الأثمان للأعلى به
والقطمرير لكل دون يجبر
فادفع نقودك ما يوازي وجودها
إن الرفيع يليق فيه الأصفر
ما من شهامة إن دفعت مقدما
إن الشهامة في امتلاك المزهر
والزود عن حر الحقوق بساعد
وأمام كل الخلق خلقا تنصر
من يشكو من ظلم البسيطة جاهل
إن الحياة لكل حي أسطر
فالحلو من صنع. الإله وخيره
والمر ماتجني يداك الأحمر
مامن كريم إن عدلت بخائف
والحق إن قمت له يتذمر
لاتلبس الأقمار إلا عباءة
وعلى الدوام تستقيم وتعبروا
والثقل في وزن الجواهر والنوى
وعلى الرؤوس مايقوم ويكبر
كم قائم فيه الحياة فريضة
فإذا بحثت فأنه متصبر
لايحتمل حمل السيوف صغارها
فالخلد في الظفر المؤبر يحفر
لايستطيع الحوم من كان له
جرم الجمال وجانح متكسر
قد يستطيع المرء تبديل يد
والرأس في مال البسيطة يعذر
فاسع إلى المقدور منه وفوقه
وابحث به حتى يكون المجهر
وأت بما يأتي الجديد غنيمة
فالخير في كل الأمور المبهر
المرء ينسج دائما من خيطه
والثوب يصنعه كما يتصور
إن الكريم إذا قصدت لقيته
للقاصدين كما يكون وأكثر
اللؤم ثوب الحاقدين فلا تكن
ممن به في كل وقت يدثر
من يستطع فعل الجميل فبيته
في الخلد في الجنات قصرا يعمر
لاتأمن الحساد في مجد العلى
فالعين تقصد من يكون ويقدر
من يفعل المعروف يلقى أجره
وعلى البواغي تستقيم دوائر
فالصفر ليس لاشيء به
فإذا مشيت إلى اليمن يكبر
مابال من رقم يكون وجوده
فإذا ضربت فحاله يتكثر
من يترك الزيوان بين قمحه
عند الولائم صائم لايفطر
الله يكرم من يقوم لحقه
والحق حقا أن يقال ويذكر
من خان عهد الله لا عهد له
عند الحساب حسابه متعثر
كم من طعام كالرحيق مذاقه
والسم فيه من يطال يدمر
ياطالبا رغد الحياة حياتك
فيها السعادةإن قنعت وتحذر
ليس الغنى في المال أو في جمعه
إن الغنى عند القناعة يضمر
من لم يكن منذ الولادة سيدا
لن يستقيم ولو تولى الأزهر
فالعبد عبد حتى إن طرت به
فوق السحاب على المراكب تعبر
والشيخ ليس عباءة أو لحية
إن المشيخة في عقول تزهر
من لم تهن عند الحياة حياته
سيموت في زل الهوان ويقبر
من يركب الأمواج كي يعلو بها
ستزيله الأمواج حين تكسر
من كان في العلم الرفيع عماده
فالبيت قصرا والروائح عنبر
والشمس سقف والنجوم مراكب
وعلى الدوام في المشاهد يحضر
لاخير في عمر إذا ضيعته
عند الموائد حائرا تتحضر
خير الحياة في اختيار خيارها
والخير فيها في افتعال الأخير
لاتألف الأرواح إلا مشابها
في الروح فيها ومايغاير ينفر
ماكنت للشعر البديع بقاصد
فالله يلهم والأنامل تسطر
علي محفوض